جلسواجميعا, جنبا لجنب, كتفا لكتف, نفسا لنفس , تجمعهم بطانيتة واحدة و مصيرواحد , تحاول وقايتهم بعض البرد في الغرفة الوحيدة المأهولة في المنزلالمهجور الموحش و الذي خلا الا من تلفاز عتيق يعمل حينا و يابى احيانا لكنفي الحالتان لا احد يهتم فالاخبار هم ابطالها و ما دتها الخام
يقابل الباب الصامد رغم الشق العميق الذي يتوعده بالانكسارالى خشيبتين غير متجانستين , خزانة حائطية كدست بعض الاغطية داخلها اضافةالى ملابس تعد على اصابع اليدين , صمد احد ابوابها بينما تحول الاخر الىشبه طاولة ارضية يجتمعون حولها للاكل
الاكل الذي تحول من وسيلة لكسب الطاقة لاكمال الحياة الى وسيلة لاسكات الجوع او لكسب طاقة لانتظار الممات .
لم يضق لا المنزل المنهك و لا و اهله المثقلون بهموم القصفو الحصار التي لا تنتهي , من استقبال الاهل و الاحباب المتوافدين جيرانكانوا او اقرباء, فهناك للحياة الاجتماعية طعم اخر, طعم الحب الحنان والالتحام ,هناك لا يوجد ملك خاص, الكل للكل و كل الكل مستهدف و الكل ضحية,و كلمة الانا تنحر على اعتاب الحرب التي لا تفرق بين الانا و الاخر
جلست الجدة و حولها احفادها صبيانا و فتيات تحكي لهم القصصالخرافية و اللا خرافية المحببة, الذئب و الخراف علاء الدين و الاربعينحرامي صلاح الدين و فتح القدس , السيرة و الصحابة, في الاخير هذه القصصتختزل الفكرة الواحدة كر و فر الخير و الشر, الحق و الباطل, الظلم والصمود, الهموم و الصبر ... ثم تسترسل بعد كل قصة بالحديث عن ايام النكبةو الترحيل, عن المجاهدين و الشهداء , عن البيادر عن ايام زمان , متحسرةعلى الوطن المسلوب , كانها تقول ان كل هذه القصص ما هي الا قصتكم يااحبابي, فانتم علاء الدين ضد حرامي الاوطان, و انتم صلاح الدين قاهرالصليبين و مسترد الاقداس, و انتم خرفان ضحايا ذئاب الموت الغدار ,انتمخالد بن الوليد سيف مسلول على الاعداء و راسم مسيرة الفتوحات , ترسل الجدةرسائل العزة للعقول البريئة التي تفهمها, تعقلها ,و تحولها الى شعارات نصرو ثار, ثم للعب و جدال, تبستم الجدة ابتسامة خفيفة ,ثم تنهمك في الابتهال
على الجانب الاخر من الغرفة ,اجتمعت فتيات العائلةالكبيرة, يستطردن بالحديث ككل الفتيات ,حالمات بالسمتقبل المشرق عن الغدالاتي عن فرسان الاحلام و امل الامومة, ثم يرجعن للواقع متحدثات عن همومالدراسة و مشاكلها, حلوها و مرها ,عن الكتب و المجلات, عن السياسة والاقتصاد, الثقافة و العلوم, امل التغيير و النهضة , مواضيع تميز جيلناالعولمي الذي يعرف عن كل شيء, و يفعل كل شيء, ولكن تنقصة الكثير منالاشياء .
في حين تنهمك ايديهن بتقشير ما تواجد من الخضر لطبخها,بطريقة او باخرى, و ابتلاعها مع الخبز الذي تعيد النساء الجالسات في الوسطاعادة تاهيله بتبليله بالماء ثم تجفيفه على نار الجمر الخافتة , و افواههنتلهج بالدعاء و الاستغفاراملا في نزول رحمة رب العباد , وسط سيل من الدمعالانسيابي
على الوجنتين و الذي يخرج دافئا, ثم يبرد في مسيرتهالطويلة عبر الوجه الشاحب, ليزل على الجمر و يزيده اشتعال ,وتشتعل معهافئدتهن المسافرة شوقا بعيدا بعيدا, الى الاحبة على الثغور, فكل واحدةمنهن ارسلت بعضا منها, ابنا كان او اخا, عما او خالا, اختار ان يدافع علىالارض و العرض, و ان يلحتق بالمرابطين الاشباح ,ويحارب بياذق لوحة شطرنجالحرب العبثية .
على يسار الباب الصامد, و تحديدا قبالة الخزانة الكبيرة,احتلت نافذ ة خشبية جزئا من الحائط الابرص ,عُوض الزجاج فيها بقطعة قماشسوداء, ترسل عبر ثقيبانها الصغيرة رائحة الموت و الاشلاء, و عبق الصمود والاباء. فالطقس في غزة جو متناقض جدا, في غزة تسمع النحيب وسط الزغاريد ,والدموع ترسم الابتسامات, و على سرير واحد من مستشفىالشفاء يموت
طفل, و يولد طفل اخر
تحت النافذة قبع مجموعة من الرجال المتعبين, يعلقون علىردود الافعال السياسية في المنطقة, يسحتسنون بعضها, و يذمون الاخرى,يهدئون تارة, و يهيجون غاضبين احيانا كثيرة, يلعنون هذا, و يتشكرون الاخر,و هم في صميم قلوبهم يعرفون انهم لا يضعون امالا
على هذا و لا على الاخر, فاملهم يُسرى به الى ثغور المرابطين, و يُعرج منه الى السماء ,يحمله براق اليقين ,و يستقبله عرش العظيم
في ساعة , في دقيقة , في ثانية, في لحظة لم يعرف ما هي,رعدت السماء قصفا , هدئ الجميع , توقفت الايدي, سكتت الافواه الا منالدعاء , حدقت العيون الى السقف المنهك , الصوت يقترب عنفا, و القلوب تزيددقاتها سرعة ,
فجاة سمع دوي كبير, ثم سرى ضوء ابيض الغرفة فالبيت كلهجالبا معه دفئا غريبا, انتزعت الارواح من الاجساد ,اُغمضت العيون, و لمتفتح, و لن تفتح .......
و انا جاسة في غرفتي اسامر القمر, سمعت ضحكات خافتة جميلةبريئة ملائكية, لصبية و فتيات و جدة عجوز,عبر اثير الفضا , و شعارا يقول,دخل صلاح الدين الى القدس و كسر النجمة الزرقاء
بقلم اشراقة المستقبل
يقابل الباب الصامد رغم الشق العميق الذي يتوعده بالانكسارالى خشيبتين غير متجانستين , خزانة حائطية كدست بعض الاغطية داخلها اضافةالى ملابس تعد على اصابع اليدين , صمد احد ابوابها بينما تحول الاخر الىشبه طاولة ارضية يجتمعون حولها للاكل
الاكل الذي تحول من وسيلة لكسب الطاقة لاكمال الحياة الى وسيلة لاسكات الجوع او لكسب طاقة لانتظار الممات .
لم يضق لا المنزل المنهك و لا و اهله المثقلون بهموم القصفو الحصار التي لا تنتهي , من استقبال الاهل و الاحباب المتوافدين جيرانكانوا او اقرباء, فهناك للحياة الاجتماعية طعم اخر, طعم الحب الحنان والالتحام ,هناك لا يوجد ملك خاص, الكل للكل و كل الكل مستهدف و الكل ضحية,و كلمة الانا تنحر على اعتاب الحرب التي لا تفرق بين الانا و الاخر
جلست الجدة و حولها احفادها صبيانا و فتيات تحكي لهم القصصالخرافية و اللا خرافية المحببة, الذئب و الخراف علاء الدين و الاربعينحرامي صلاح الدين و فتح القدس , السيرة و الصحابة, في الاخير هذه القصصتختزل الفكرة الواحدة كر و فر الخير و الشر, الحق و الباطل, الظلم والصمود, الهموم و الصبر ... ثم تسترسل بعد كل قصة بالحديث عن ايام النكبةو الترحيل, عن المجاهدين و الشهداء , عن البيادر عن ايام زمان , متحسرةعلى الوطن المسلوب , كانها تقول ان كل هذه القصص ما هي الا قصتكم يااحبابي, فانتم علاء الدين ضد حرامي الاوطان, و انتم صلاح الدين قاهرالصليبين و مسترد الاقداس, و انتم خرفان ضحايا ذئاب الموت الغدار ,انتمخالد بن الوليد سيف مسلول على الاعداء و راسم مسيرة الفتوحات , ترسل الجدةرسائل العزة للعقول البريئة التي تفهمها, تعقلها ,و تحولها الى شعارات نصرو ثار, ثم للعب و جدال, تبستم الجدة ابتسامة خفيفة ,ثم تنهمك في الابتهال
على الجانب الاخر من الغرفة ,اجتمعت فتيات العائلةالكبيرة, يستطردن بالحديث ككل الفتيات ,حالمات بالسمتقبل المشرق عن الغدالاتي عن فرسان الاحلام و امل الامومة, ثم يرجعن للواقع متحدثات عن همومالدراسة و مشاكلها, حلوها و مرها ,عن الكتب و المجلات, عن السياسة والاقتصاد, الثقافة و العلوم, امل التغيير و النهضة , مواضيع تميز جيلناالعولمي الذي يعرف عن كل شيء, و يفعل كل شيء, ولكن تنقصة الكثير منالاشياء .
في حين تنهمك ايديهن بتقشير ما تواجد من الخضر لطبخها,بطريقة او باخرى, و ابتلاعها مع الخبز الذي تعيد النساء الجالسات في الوسطاعادة تاهيله بتبليله بالماء ثم تجفيفه على نار الجمر الخافتة , و افواههنتلهج بالدعاء و الاستغفاراملا في نزول رحمة رب العباد , وسط سيل من الدمعالانسيابي
على الوجنتين و الذي يخرج دافئا, ثم يبرد في مسيرتهالطويلة عبر الوجه الشاحب, ليزل على الجمر و يزيده اشتعال ,وتشتعل معهافئدتهن المسافرة شوقا بعيدا بعيدا, الى الاحبة على الثغور, فكل واحدةمنهن ارسلت بعضا منها, ابنا كان او اخا, عما او خالا, اختار ان يدافع علىالارض و العرض, و ان يلحتق بالمرابطين الاشباح ,ويحارب بياذق لوحة شطرنجالحرب العبثية .
على يسار الباب الصامد, و تحديدا قبالة الخزانة الكبيرة,احتلت نافذ ة خشبية جزئا من الحائط الابرص ,عُوض الزجاج فيها بقطعة قماشسوداء, ترسل عبر ثقيبانها الصغيرة رائحة الموت و الاشلاء, و عبق الصمود والاباء. فالطقس في غزة جو متناقض جدا, في غزة تسمع النحيب وسط الزغاريد ,والدموع ترسم الابتسامات, و على سرير واحد من مستشفىالشفاء يموت
طفل, و يولد طفل اخر
تحت النافذة قبع مجموعة من الرجال المتعبين, يعلقون علىردود الافعال السياسية في المنطقة, يسحتسنون بعضها, و يذمون الاخرى,يهدئون تارة, و يهيجون غاضبين احيانا كثيرة, يلعنون هذا, و يتشكرون الاخر,و هم في صميم قلوبهم يعرفون انهم لا يضعون امالا
على هذا و لا على الاخر, فاملهم يُسرى به الى ثغور المرابطين, و يُعرج منه الى السماء ,يحمله براق اليقين ,و يستقبله عرش العظيم
في ساعة , في دقيقة , في ثانية, في لحظة لم يعرف ما هي,رعدت السماء قصفا , هدئ الجميع , توقفت الايدي, سكتت الافواه الا منالدعاء , حدقت العيون الى السقف المنهك , الصوت يقترب عنفا, و القلوب تزيددقاتها سرعة ,
فجاة سمع دوي كبير, ثم سرى ضوء ابيض الغرفة فالبيت كلهجالبا معه دفئا غريبا, انتزعت الارواح من الاجساد ,اُغمضت العيون, و لمتفتح, و لن تفتح .......
و انا جاسة في غرفتي اسامر القمر, سمعت ضحكات خافتة جميلةبريئة ملائكية, لصبية و فتيات و جدة عجوز,عبر اثير الفضا , و شعارا يقول,دخل صلاح الدين الى القدس و كسر النجمة الزرقاء
بقلم اشراقة المستقبل